أيها المتظاهرون في جمعة الكرامة ، لا نريد حلاً وسطياً .. نريد حلاً جذرياً

أيها المتظاهرون في جمعة الكرامة ، لا نريد حلاً وسطياً .. نريد حلاً جذرياً

باسم الانصار



نعم .. لا نريد حلاً وسطياً ، بل نريد حلاً جذرياً للوضع السياسي الحالي ..
مطلبنا هذا لم ينتج من حالة انفعالية مؤقتة او ناتج من تصور ضيق للواقع الحالي كما سيتهمنا العقلانيون من السياسيين وبعض المثقفين ،
او كما أسميهم ( مخترعوا الفزاعات ) .. ومطلبنا بتغيير النظام ليس تقليعة ناتجة عن عدم وعي وادراك عاليين للمسؤولية ،
او ناتج عن عدم تفهم لانعكاسات تغيير هذا النظام الرجعي . استطيع القول بأن هذا المطلب هو المطلب العقلاني والواقعي الوحيد لخلق عراق جديد ..
لخلق ديمقراطية حقيقية .. لخلق انسان يتمتع بحرية وكرامة حقيقية .

فهذه السلطة ومن قبلها النظام الديكتاتوري المقبور هما سبب كل الخراب في البلاد . ولكن بما ان ذلك الديكتاتور قد ولّى الى مزبلة التأريخ ،
فأن مشكلتنا الحالية هي مع السلطة الحاكمة الان في المنطقة الخضراء ، لأنها هي من خلقت الطائفية والقتل على الهوية والمحاصصة والارهاب ،
وهي من حاولت ان تجعل العراق متعدد الهويات الغير متجانسة .

طبعاً السلطة ستقول بأن الخراب هو بسبب ارهاب القاعدة والبعث من جهة ، وبسبب ارهاب جيش المهدي من جهة أخرى .
فاقول لهذه السلطة ولكل من يتبنى هذا المنطق المضلل ، تعالوا لنجلس ولنتحاور عن الموضوع .

أياد علاوي والمطلك والنجيفي والهاشمي وعدنان الدليمي والدايني والغالبية العظمى من القائمة العراقية
والقوائم الاخرى القريبة منها من حيث التوجه القومي والاسلامي ، تمثل أوجه البعث والقاعدة غير المعلنة في السلطة الحاكمة .
وميلشياتهم موجودة في الشارع تقتل وترهب الناس بشتى الوسائل وخصوصا حينما تواجه ازمة سياسية مع الاطراف الاخرى في الحكومة .

اما الصدر وتياره والحكيم ومجلسه وهادي العامري وقواته البدرية ،
فكلها مشاركة وبقوة في السلطة ، ومع ذلك فان ميليشياتها تصول وتجول في المدن لتقتل وترهب الناس .

الطالباني والبارزاني في الحكومة ، بينما ميليشياتهم تقتل وتروع العرب والتركمان والشبك وبقية القوميات الموجودة في كردستان ،
بل ترعب حتى الاكراد المختلفين معهم .

أما المالكي ، فهو يشرف على واحدة من اسوأ حكومات العراق الحالي . فهي حكومة فاسدة ومتخلفة ورجعية
ولا هم لها سوى تنظيم المسيرات المليونية الى المراقد المقدسة ، او كيفية تحويل العراق الى دولة ذات صبغة طائفية رجعية .
بل ان المالكي لم يتدخل لحماية الحرية الشخصية حينما قام محافظ بغداد بالاعتداء على اتحاد الادباء ، أو حينما اغلق النوادي الاجتماعية بكل وقاحة .

فبعد كل هذا نسأل السلطة : من هو العدو ؟ من هو الارهابي ؟ من هو الطائفي ؟ من هو الشوفيني ؟ من هو البعثي ؟ نحن أم أنتم ؟

أليست هذه الخلطة العجيبة للحكومة هي التي تمارس كل هذه الجرائم ؟ ..
حتى على المستوى السياسي : هل رأيتم عراقيا يطالب بفيدرالية الجنوب ؟
ألم يطلق هذا الشعار الغريب عن عقلية المجتمع العراقي ، عبد العزيز الحكيم ؟ .. هل رأيتم عراقياً نادى بمبدأ المحاصصة ؟
أليست السلطة الحاكمة هي من انتجت هذا المبدأ ، بسبب تصوراتها هي عن الواقع العراقي ، وليس بسبب متطلبات هذا الواقع ؟

فبعد كل هذا أليس من حقنا أن نقول اننا نريد اسقاط النظام ؟ أليس من حقنا ان نطالب بحل جذري وليس حلاً وسطاً ؟
لن نطالب حكومة رجعية بالتنوير .. لن نطالب حكومة تقتل وتمارس الارهاب ان توفر الامان للبلاد ..
لن نطالب حكومة مؤدلجة وضيقة الرؤية ان توفر الحرية والديمقراطية الحقيقية .. لن نطالب حكومة تقمع المتظاهرين في مظاهراتهم السلمية والحضارية ،
ان تحمي المتظاهرين .. بل نطالب بقوة ، ان يوفر المتظاهرون الحماية لبعضهم البعض .. ان هذه الحكومة بنيت على اسس خاطئة ،
ويجب ازالة هذه الاسس من الجذور لكي نؤسس أسساً جديدة تؤمن للبلاد السير في المسار الصحيح نحو الحرية والديمقراطية
والكرامة حتى لو طالت مسافة هذا المسار .. فالمهم ان نضع البلاد على أسس حقيقية وصلبة ورصينة ،
لكي لا نبقى في دوامة القلق والخوف على البلاد مستقبلاً .

المالكي تبجح بخطابه بعد جمعة الغضب ، بان بعض مطالب المتظاهرين مشروعة وقابلة للتطبيق الان ..
وبعضها مشروعة أيضا ، ولكنها غير قابلة للتطبيق الان وانما مستقبلا .. والبعض الاخر غير مشروع لانه يتعارض مع الدستور !!!!!!!!!

المالكي لم يوضح لنا ما هي المطالب التي يستطيع ان يطبقها الان ؟ وما هي المطالب التي سيوفرها في المستقبل ؟
وما هي المطالب غير المشروعة والتي تتعارض مع الدستور ؟ .. تصوروا ان السلطة حتى في هذه الامور لم تكن واضحة معنا .
وكأننا اطفال لا نعرف مصالحنا جيداً ، ولانعرف الظرف الراهن جيداً .. كأن السلطة وحدها العارفة العلامة والبصيرة في كل شيء ..
لا اعرف من اعطاها الحق في تقرير انها تعرف والاخر لا يعرف ، مع ان كل المؤشرات تقول ان السلطة تمتلك رؤية متكلسة ومتحجرة ،
والدليل هو الخراب الذي عمّ البلاد بشكل مؤلم بعد سقوط الصنم الصدامي .

نحن نطالب باسقاط النظام الان وخصوصا ان وعي النخبة المتنورة وصل الى المستوى الاعلى من النضوج السياسي والانساني والاخلاقي .
ولهذا فان التاريخ معنا هذه اللحظة . نعم .. الوعي والنضج موجود لدينا ، ولكن قطار التغيير كان يقف متاخراً خلفنا بعدة محطات ..
الخلل ليس بوعينا وادراكنا وانما بالسلطة الحاكمة التي اوقفت قطار التغيير بعيداً عنا .. ولكن الان ،
وبسبب ارادة الانسان العراقي الجديد ، بالاضافة الى ارادة التأريخ تحرك القطار نحونا ، وسنركبه متوجهين الى الشمس بحرية وكرامة .