هو أحد الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس، يتضح من خلال مشكلة بصرية وراثية تسبب صعوبة في التفريق بين ألوان معينة. فإذا كان الفرد مصاباً بعمى الألوان فذلك لا يعني أنه يرى كل شيء باللونين الأبيض والأسود أو الرمادي، بل أن المشكلة تكمن غالباً في اللونين الأحمر والأخضر، فهما تبدوان للمصاب بلون مسمر أو متشابه .. أما عمى الألوان الكلي فإنه نادر الحدوث ..
كـيـف يـحـدث عـمـى الألـوان ؟
إنك ترى الألوان لأن شبكية العين التي تقع في مؤخرة العين تمتلك خلايا خاصة تسمى الخلايا المخروطية. هناك 3 أنواع من الخلايا المخروطية، خلايا للضوء الأحمر، خلايا للضوء الأخضر وخلايا للضوء الأزرق. هذه الثلاث أنواع من الخلايا تمزج الألوان هذه بدرجات مختلفة لإنشاء الألوان الجديدة.
في حالة الشخص المصاب بعمى الألوان، فإن خلايا اللونين الأحمر والأخضر تكون متشابهة إلى حدٍ كبير، مما يجعلهما تتعرفان على اللونين معاً، مما يسبب خلط غير طبيعي في رؤية اللونين وحدوث تشتت في الرؤية.
ما هو التفسير الوراثي للإصابة بالمرض ؟
إن الجين المسؤول عنه متنح (c) يوجد على كروموسوم (X)، أما كروموسوم (Y) فلا يحمل هذا الجين. فلما كانت المرأة تحتوي في كل خلاياها الجسمية على كروموسومي الجنس X X ، فإنه يمكن أن يوجد بها جينا عمى الألوان على كلا الكروموسومين، وبذلك تكون المرأة مصابة بالمرض، وفي حالة وجود الجين المسبب للمرض على كروموسوم واحد من كروموسومي الجنس، معنى ذلك أن الكروموسوم الآخر X يحمل جين تمييز الألوان وهو جين سائد، فيتغلب على جين المرض، ولذلك لا تعتبر هذه المرأة مصابة بالمرض ولكنها تعتبر حاملة له، أما الرجل فتحتوي خلاياه الجسمية على كروموسومي الجنس X Y، ولهذا فإن وجود الجين المسبب للمرض على كروموسوم X يكفي لإصابته بالمرض لأن كروموسوم Y لا يحوي جينات، فيكفي جين واحد حتى يصاب الذكور به، أما الإناث فيلزمها جينان حتى تصاب بهذا المرض، لذلك فإن الرجال أكثر إصابةً به من النساء، حيث تبلغ نسبة إصابة الرجال به 8-10 %، ونسبته عند النساء أقل من 1 %.
كـيـف يـرى الـمـصـاب بـعـمـى الألـوان الأشـيـاء مـن حـولـه ؟؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين، فالمصابين بعمى الألوان يحدث لديهم خلط بين اللونين الأحمر والأخضر،
كـيـف يـتـم تـشـخـيـص الـمـرض؟
إن طبيب العيون يستطيع اكتشاف الإصابة بعمى الألوان باستخدام اختبار بسيط جداً، وهو مطالعة كتيب اختبار صغير يحتوي على عينة دوائر صغيرة ملونة، بعض هذه الدوائر تحمل لوناً مختلفاً يشكل رقماً معيناً، لذا فالشخص المصاب بعمى الألوان لا يستطيع تمييز الرقم، فالدائرة تبدو له كلون واحد، وهذا الاختبار يشتمل على 12 نموذجاً، تستطيع تأكيد إصابة الشخص بالمرض من عدمه، كما أنها تحدد شدة الإصابة وخطورتها. وسهولة الاختبار تكمن كذلك في إمكانية تحديد المرض عند الأطفال أيضاً.
كـيـف يـمـكـن مـعـالـجـة الـمـرض؟
غالباً فإنه ليست هناك حاجة لمعالجة عمى الألوان، فالشخص المصاب يتعلم كيف يفرق بنفسه بين الألوان، كمثال: فإن اللون الأخضر يبدو أكثر صفاءً من الأحمر، برغم أنه يراهما بلونين متقاربين جداً، كما أنه يمكن استخدام نظارات بألوان معينة لإمكانية التفريق بين الألوان.
كـيـف يـسـتـطـيـع الـشـخـص الـمـصـاب حـمـايـة نـفـسـه مـن الأخـطـار؟
يجب على الشخص المصاب اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه، فهو قد يجد صعوبة وإحباط في اكتشاف التالي:
• إشارات المرور.
• التفاعلات الكيميائية وتغير ألوان المواد.
• الملابس المتشابهة.
• قراءة الرسومات البيانية أو التوضيحية.
• معرفة صلاحية الأدوية أو الأغذية كالفواكه واللحوم.
وعليه أن لا يجد خجلاً من سؤال الآخرين عن الأشياء وألوانها، كي لا يعرض نفسه أو الآخرين لأي مكروه لا سمح الله ..
ودمتم سالمين مع تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــ برنسيس سوريا ــــــــــــــــــــات