خيبة النواب ومجلسهم

خيبة النواب ومجلسهم

فلاح المشعل

صدمة اخرى تلقاها الشعب العراقي يوم امس في مجلسه { المنتخب } وهو يشاهد ويسمع ذات التعليلات والاعذار والوعود والاكاذيب والهتافات وكلام المجاملات والتخدير والنفاق ولم يتخلص من تلك العاهات التي اعطت صورة اخرى لواقع الازمة العراقية سوى اثنان او ثلاثة من المتحدثين هم النواب مها الدوري وميسون الدملوجي وحيدر الملا .

كان الشعب العراقي ينتظر جلسة عاصفة تكون بمثابة اختبار لوطنية النواب وفرصة ليركلوا انانيتهم وتقاعسهم ومصالحهم الشخصية وينسجموا مع الوجع الشعبي العام الذي يتجلى بمظاهرات

تقمع على رؤوس الاشهاد من قبل الحكومة !

خيبة امل وشعور بالاحباط لم يفارق ابناء الشعب العراقي وطلائعه الثقافية وشارعه السياسي الذي الضاج بالاسئلة والباحث عن أجوبة لازماته المتراكمة في ظل حكومة محاصصة فاسدة عاجزة عن اسعافه ،حكومة لاتملك سوى الوعود والقدرة على اضاعة المال العام وتقاسم الثروات والامتيازات ،حكومة أمية غير قادرة على رسم برامج تنمية او تقليص للازمات ..!

مجلس نواب أجتمع ليجامل رئيس الحكومة وليس لأستجوابه عن اسباب القتل والرصاص الذي يوجه لشعب مسالم يتظاهر مطالبا بحقوقه ،ولم يسئل عن ضربه قواعد الديمقراطية وخرق الدستور الذي مورس ضد الشعب في اعلان ممنوع التجوال القسري الذي يفرض على الشعب المتظاهر كل جمعة ..!واتهام الشعب كونه {بعثي } و{مندس } و{قاعدة }، وهكذا يصبح الدم العراقي والجرح العراقي رخيصا لدى النواب والحكومة على حد سواءء في تشارك علني يتنكر لحقوق الناس المكفولة دستوريا ..!

مجلس النواب وهو يظهر بمظهر الخائف او المجامل او المتواطئ مع الحكومة انما يحرض الناس ويجعلهم على يقين تام بان ساحة التحرير هي البرلمان الحقيقي للشعب العراقي ومن هناك ستنطق الحقائق ويأتي الدرس لمجلس النواب والحكومة على حد سواء ..!

غدا ستتوافد الافواج على ساحة التحرير لتقول كلمتها بحق من كان سببا في أزماتها وسرق أموالها وفرص حياتها وتطورها ..! غدا ستنطلق الاهازيج والاغاني التي تعري الطغاة والفاسدين ومن يتستر عليهم من أحزاب وقوائم خدعت الشعب لسنين طويلة ..!

غدا سيكون الشعب بانتظار نوابه المخلصين ليتحدثوا في برلمان الشعب والحرية ، فهلم ياشيخ صباح الساعدي ويابهاء الاعرجي وياحيدر الملا وميسون الدملوجي ويابطلة البرلمان مها الدوري تعالوا ايها المخلصين الى ساحة التحرير وشاركوا بالقصائد التي يخاف منها الدكتاتوريين الجدد .

انكشفت الامور الان وماعاد للشعب الا اسلوبه في انتزاع حقوقه من خلال التظاهرات السلمية الحضارية والاعتصامات المدنية حتى تتحقق كامل مطاليبه من قبل الحكومة او تعتذر عن المسؤولية لياخذ الشعب دوره في تشكيل حكومة وطنية مخلصة من التكنوقراط والاختصاص وليس من الأميين وذوي الشهادات المزورة وامراء الطوائف والميليشيات .، نعم حكومة تصنعها ارادة الشعب وليس صفقات الاحزاب في مجلس النواب المخيب للآمال .

اليوم الموعد في ساحة التحرير وستقول الجماهير قولتها بشأن ولائم المهزلة التي حدثت امس في مجلس النواب ، وستفتح صفحة جديدة من سفر المجد والحرية للشعب العراقي العظيم.